Tuesday, November 25, 2014

قصة عرائس المروج لجبران خليل جبران

رماد الأجيال و النار الخالدة 



شعر بحفيف أجنحة لطيفة ترفرف بين أضلعه الملتهبة و حول لفائف دماغه المنحلّة. شعر بالحبّ القوي العظيم يشمل قلبه و يمتلك أنفاسه ، ذلك الحبّ الذي يبيح مكنونات النفس للنفس و يفصل بتفاعيله بين العقل و عالم المقاييس و الكمّية ، ذلك الحبّ الذي نسمعه متكلّما عندما تخرس ألسنة الحياة و نراه منتصباً كعمود النور عندما تحجب الظلمة كلّ الشياء . ذلك الحبّ ، ذلك الإله قد هبط في تلك الساعة الهادئة على نفس عليّ الحسيني و أيقظ فيها عواطف حلوة و مرّة مثلما تستنبت الشمس الزهور بجانب الشواك.

**

" من أنت أيّتها القريبة من قلبي ، البعيدة عن ناظري ، الفاصلة بيني و بيني ، الموثقة حاضري بأزمنة بعيدة منسيّة ، أطيف حوريّة جاءت من عالم الخلود لتبيّن لي بُطل الحياة و ضعف البشر ، أم روح مليكة الجان تصاعدت من شقوق الرض لتسترق منّي عاقلتي و تجعلني سخرية بين فتيان عشيرتي ؟ من أنت و ما هذا الفتون المميت المحيي القابض على قلبي ؟ و ما هذه المشاعر المالئة جوانحي نوراً و ناراً ؟ و من أنا و ما هذه الذات الجديدة التي أدعوها )أنا( و هي غريبة عني ؟ هل تجرّعْت ماء الحياة مع دقائق الثير فصرت ملكاً أرى و أسمع خفايا السرار ، أم هي خمر وساوس سكرت بها فتعاميت عن حقائق المعقولات ؟ " .

**

" يا من تبينها النفس و تدنيها و يحجبها الليل و يقصيها - أيتها الروح الجميلة الحائمة في فضاء أحلمي , قد أيقظت في باطني عواطف كانت نائمة مثل بذور الزهور المختبئة تحت أطباق الثلج ، و مررت كالنسيم الحامل أنفاس الحقول و لمست حواسي فاهتزّت و اضطربت كأوراق الشجار ! دعيني أراكِ إن كنت لبسة من المادة ثوباً . أو مري النوم أن يغمض أجفاني فأراكِ بالمنام إن كنت معتوقة من التراب . دعيني ألمسكِ . أسمعيني صوتكِ . مزّقي هذا النقاب الحاجب كلّيتي و اهدمي هذا البناء الساتر ألوهيّتي و هبيني جناحاً فأطير وراءكِ إلى مسارح المل العلى إن كنتِ من سكانها أو لمسي عيني بالسحر فأتبعك إلى مكامن الجان إن كنت من عرائسها . ضعي يدكِ الخفيّة على قلبي و امتلكيني إن كنت حريّا باتّباعك " .

** 

بلغ الجدول المذيع بخريره سرائر الحقول فجلس على ضفته تحت أغصان الصفصاف المتدلية إلى المياه كأنّها تروم امتصاص عذوبتها ، و انثنت نعاجه ترتعي العشاب و ندى الصباح يتلمّع على بياض صوفها . و لم تمرّ دقيقة حتى شعر بتسارع نبضات قلبه و تضاعف اهتزازات روحه ، و مثل راقد أجفلته أشعة الشمس تحرّك و
تلفّت حوله فرأى صبيّة قد ظهرت من بين الشجار تحمل جرّة على كتفها و تتقدّم على مهل نحو الغدير و قد بلّل النّدى قدميها العاريتين .
و لمّا بلغت حافة الجدول و انحنت لتمل جرّتها التفتت نحو الحافة المقابلة فالتقت عيناها بعيني علي فشهقت و رمت بالجرّة ثمّ تراجعت قليلً إلى الوراء و شخصت به شخوص ضائع وجد من يعرفه . . . مرّت دقيقة كانت ثوانيها مثل مصابيح تهدي قلبيهما إلى قلبيهما مبتدعة من السكينة أنغاماً غريبة تعيد إلى نفسيهما صدى
تذكاراتٍ مبهمةٍ و تبيّن الواحد منهما للخر في غير ذلك المكان محاطاً بصور و أشباح بعيدة عن ذلك الجدول و تلك الشجار ، فكان كلّ منهما ينظر إلى الخر نظرة استعطاف و يتفرّس فيه مستلطفاً ملمحه مصغياً لتنهداته بكلّ ما في عواطفه من المسامع ، مناجياً إيّاه بكلّ ما في نفسه من اللسنة ، حتى إذا ما تمّ التفاهم و
تكامل التعارف بين الروحين عبر عليّ الجدول مجذوباً بقوةٍ خفيّة و اقترب من الصبيّة و عانقها و قبّل شفتيها و قبّل عنقها و قبّل عينيها فلم تبدِ حراكاً بين ذراعيه كأنّ لذة العناق قد انتزعت منها إرادتها ، ورقّة الملمسة قد أخذت منها قواها ، فاستسلمت استسلم أنفاس الياسمين لتموّجات الهواء ، و ألقت رأسها على صدره كمتعبٍ وجد راحة . و تنهدت تنهدة عميقة تشير إلى حدوث انبساط في فؤاد منقبض و تعلن ثورات
جوانح كانت راقدة فأفاقت ، ثمّ رفعت راسها و نظرت إلى عينيه نظرة من يستصغر الكلم المتعارف بين البشر بجانب السكينة - لغة الرواح – نظرة من ل يرضى بأن يكون الحبّ روحاً في أجساد من اللفاظ .

**

تعانق الحبيبان و شربا من خمرة القبل حتى سكرا و نام كلّ منهما ملتفّا بذراعي الاخر إلى أن مال الظلّ و أيقظتهما حرارة الشمس. 

***

مارتا البانية 


نحن الذين صرفوا معظم العمر فى المدن الاهلة نكاد لا نعرف شيئاً عن معيشة سكان القرى و المزارع المنزوية فى لبنان ، قد سرنا مع تيار المدنية الحديثة حتى نسينا أو تناسينا فلسفة تلك الحياة الجميلة البسيطة المملوءة طهراً و نقاوة ، تلك الحياة التى إذا ما تأملناها وجدناها مبتسمة فى الربيع ، مثقلة فى الصيف، مستغلة فى الخريف ، مرتاحة فى الشتاء ، متشبهة بأمنا الطبيعة فى كل أدوارها . نحن أكثر من القرويين مالًا و هم أشرف منا نفوساً . نحن نزرع كثيراً و لا نحصد شيئاً ، أما هم فيحصدون ما يزرعون . نحن عبيد مطامعنا و هم أبناء قناعتهم . نحن نشرب كأس الحياة ممزوجة بمرارة اليأس و الخوف و الملل ، و هم يرتشفونها صافية.

*** 




يوحنا المجنون 


إن صراخ البائسين المتصاعد من جوانب هذه الظلمة لا يسمعه الجالسون باسمك على العروش، ونواح المحزونين لا تعيه آذان المتكلمين بتعاليمك فوق المنابر، فالخراف التى بعثتها من أجل كلمة الحياة قد انقلبت كواسر تمزق بأنيابها أجنحة الخراف التى ضممتها بذراعيك، وكلمة الحياة التى أنزلتها من صدر الله قد توارت فى بطون الكتب وقام مقامها ضجيج مخيف ترتعد من هوله النفوس. لقد أقاموا يا يسوع لمجد أسمائهم كنائس ومعابد كسوها بالحرير المنسوج والذهب المذوّب، و تركوا أجساد مختاريك الفقراء عارية فى الأزقة الباردة، وملأوا الفضاء بدخان البخور و لهيب الشموع، وتركوا بطون المؤمنين بألوهيتك خالية من الخبز، وأفعموا الهواء بالتراتيل والتسابيح، فلم يسمعوا نداء اليتامى وتنهيدات الأرامل. تعالَ ثانية يا يسوع الحىّي واطرد باعة الدين من هياكلك، فقد جعلوها مغاور تتلوى فيها أفاعي روغهم واحتيالهم. تعالَ وحاسب هؤلاء القياصرة، فقد اغتصبوا من الضعفاء ما لهم و ما لله.

**

أنتم كثار وأنا وحدي، فقولوا عنى ما شئتم، وافعلوا بي ما أردتم، فالذئاب تفترس النعجة فى ظلمة الليل، و لكن آثار دمائها تبقى على حصباء الوادى حتى يجئ الفجر و تطلع الشمس. 

***
المواكب 

و ما الحياة سوى نوم تراوده 
أحلام من بمراد النفس يأتمر 

**

ليس في الغابات دين لا ولا الكفر القبيح
فإذا البلبل غنى لم يقل هذا الصحيح
ان دين الناس يأتي مثل ظل ويروح
لم يقم في الأرض دين بعد طه والمسيح



أعطني الناي وغني فالغنا خير الصلاة
وأنين الناي يبقى بعد أن تفنى الحياة


** 
و أفضلُ العلم حلمٌ إن ظفرتَ بهِ
 و سرتَ ما بين أبناء الكرى سخروا 
فان رأيتَ أخا الأحلام منفرداً
 عن قومهِ و هو منبوذٌ و محتقرُ 
فهو النبيُّ و بُردُ الغَدّ يحجبهُ
 عن أُمةٍ برداءِ الأمسِ تأتزرُ 
و هو الغريبُ عن الدنيا وساكنِها
 و هو المهاجرُ لامَ الناس أو عذروا 
و هو الشديد و إن أبدى ملاينةً
 و هو البعيدُ تدانى الناس أم هجروا 

***

Wednesday, November 19, 2014

يحبوني عادية


يحبوني عادية. ناكل عادي. نشرب عادي. نرقد عادي. نقرا عادي. نفكر عادي. نحس عادي. نكتب عادي. و إلا تعرف كفاه؟ مش لزمة تكتب. مش لزمة عليك تكون نفسك. كون النفس إلي يحبو عليها العباد. خبي! إكذب. نافق. اخدم خدمة عادية. خوذ راجل عادي. أعمل دار عادية. جيب صغار عاديين. صاحب عباد "بريئين" عاديين. تصرف كيف ماهوما يحبو. أحكي بالطريقة إلي هما يحبو عليها. كون بكما. كون متعرف شي. و إلا أعمل روحك متعرف شي. كون "بريئة". و إلا تبهلل و أعمل روحك "بريئة". كون عادية. ماهياش صعيبة الحكاية. خلي هما يرضاو عليك. مش لزمة نفسك ترضى عليك. طز فيها نفسك. أما نفس و أما تخذريط؟ فش تحكي؟ كون عادية. و كيف نقول عادية معناها كيفهم. كون كيفهم مكانش تولي معادش "بريئة"، معادش عادية، معادش يرضاو عليك، معادش يقبلوك، معادش باهية. تتبدل بش ترقد على الجنب إلي يريحك تولي إنسان سيئ في نظرهم. تمر بفترة قاعد تحاول تفهم فيها نفسك يرفضوك و يثوروا عليك. تخرج شوية عن المألوف تولي ماكش عادية. إيه. أنا خترت اني نكون مانيش عادية. و نعيش عيشة ماهياش عادية. اخترت راحتي على راحة غيري. اخترت نكون على طبيعتي. الطبيعة إلي الواحد تخلق عليها. الواحد تخلق بش يكون إنسان فريد من نوعو، مختلف، مش مقلد لناس اخرين، مش يقلد الناس لوخرين في تصرفاتهم و حديثهم و تفكيرهم بش يقبلوه في مجموعتهم. يا تكون كيفنا يا منفهموكش و منقبلوكش و نتهموك انك إنسان سيئ و غير "بريء". الإنسانية عدات عمرها لكل تقاسي في الإنسان. الإنسان عدا عمرو الكل في نرفضك وترفضني. نقصيك و تقصيني. متفهمنيش و منفهمكش. تهيني و نهينك. نقسمو بعضنا إلا مجموعات و نعاديو بعضنا على خاطر مختلفين. نقسمو بعضنا حسب الدين، العرق، الجنس، الانتمائات السياسية، الميولات الجنسية، هذاكة جاي من المدينة و لاخر جاي من الريف، هذاكة يسمع روك و لاخر يسمع اناشيد صوفية، هذاكة ذكي ياسر يقرا طب و لاخر ما لقى مايقرا مشى اداب، هذاكة يقرا برشة كتب ماشي فيبالو بش يصنع صاروخ و لاخر يعدي وقتو ينبر على العباد في القهاوي، هذاكة زنديق كافر ديمة يسأل اسئلة على ربي و لاخر مطفيه ربي و ماعندو حتى علاقة بيه ميسالش لمهم مايسألش، هذيكة ملهوفة على العرس بش تموت على راجل و لخرة تحب تعرف الحب إلي يحكيو عليه في الكتب. فك عليك و كون عادية. و إذا مكش عادية، نافق و إكذب و مثل. بش يقبلوك لعباد. المهم العباد. مش لزمة تكون راضية على روحك. طز في روحك. 

Tuesday, November 18, 2014

How to discovered your area of research interest


One day, my "research methodology" teacher, Prof. Mohamed Jabeur, gave us an assignment. He asked us to write an essay about our area of interest as MA research students of applied linguistics. The aim of the assignment was to help us find the branch of linguistics which we plan to focus on during our MA research studies. And what better way can we do that other than by writing! 
Just for the record, I have faced so many problems after I have made my decision. At first, I couldn't find a supervisor. But I kept looking. I believed in my topic and in the horizons it can open for me to make my future plans come true. I looked for another supervisor from a different university and it worked! Now, I'm writing my thesis about... Oh wait! I don't want to ruin the rest of the post for you. Read how I reached my decision first!
***
During the previous academic year, our teachers kept providing us with several unsolved problems in the field of applied linguistics, and the topics that triggered my passion for research were the ones related to Sociolinguistics. Once I got back to school for a second academic year, I got interested in another area which is TEFL simply because, as usual, our teachers provided us with different topics in that area that have not been resolved yet in the Tunisian context.
Since selecting a field is basically related to one’s personal interest and motivation and since I identify myself as a feminist, I thought to myself why don’t I do something about women, men and language and try to find out whether men and women’s speeches converge or diverge in Tunisia especially after the introduction of the dogma of feminism. I remember reading a chapter about the latterly mentioned topic in one of our booklets about Sociolinguistics. I admired it a lot as it drew my attention to an array of issues that I had never taken to my heart before, like how the female equivalents of some words hold negative connotations (e.g.: wizard/ witch; sir/ madam) and how there are more than 200 bad words in English that refer to women and only few refer to men.
As for TEFL, I thought about doing something concerning the importance of culture in language learning in Tunisia and how when taught about the culture of a language, students will automatically learn the language itself. Teach them the language only and they’ll never be able to use it properly in real life situations. I have also thought how efficient English language learning  would have been if we have applied the English Language Village of Nabeul (a language camp in Nabeul, Tunisia) experience to the Tunisian English teaching classrooms especially that I have been to LVN a couple of times now.
But then again, when I thought about the “innovating area” criterion of selecting a discipline, I immediately thought of the area of Media linguistics since I am already involved in a student project of a Tunisian English speaking online newspaper called The Tunis Times. I’m also planning to have e-classes about News Journalism in the London School of Journalism once I am done with my MA dissertation. I am interested in investigating the language use and news production processes in the newsrooms of the post-revolution English speaking media outlets in Tunisia.

I believe this is it. Doing this assignment helped me realize that I want to work on Media discourse analysis. I barely know things about discourse analysis. But I’m ready to start from scratch. I have downloaded a couple of books about discourse analysis, and political discourse in the media. I have found a number of articles about language in the news, and media in relation to discourse theory. I have started reading and working on it. It is challenging. But since originality is what I am seeking, I will take up the challenge. 
***
Now I'm doing my research about the media coverage of feminist activism in Tunisia. And most importantly, I'm liking what I'm doing.
Hope you'll get to discover your area of research interest just like I did. All what you need to do is follow your passion and you'll find a way! 

Monday, November 17, 2014

On Leadership


KAIROUAN, Tunisia- Association Tunisienne des Femmes Démocrates (ATFD) hosted a one day and a half training course about leadership. It took place on Saturday 15th and Sunday 16th at Kasba Hotel. 

On the first day of the session, we discussed the concept of leadership. Then, we were divided into groups to do an exercise that aims to define a "leader" (characteristics, qualities, etc). The following exercise aimed to determine the advantages and disadvantages of "team work". 


When we say "leader", people like Gandhi, Nelson Mandela, Martin Luther King, Rosa Parks, Coco Chanel, Che Guevara,     Steve Jobs, Chokri Belaid.. come to mind. These are said to be natural born leaders. 

Still, there are certain qualities that one can work on in order to develop oneself and become the leader s/he always wished to become. 


A leader is someone who is brave enough to take the first step, takes the initiative, believes in oneself, creates the change, who detects the problems, finds creative solutions and acts upon them. 


Being a leader is about thinking outside the box. It's about dreaming and making those dreams come true. It's about putting the common interest upon everything else. It's about being capable of becoming a better version of yourself and changing the lives and thoughts of those around you. 



On the second day of the training session, we've done excessive exercises of how to properly criticize other people's works without getting them all defensive, and how to meet officials without ending up having a quarrel with them. We've also learned about the difference between a "boss" and a "leader". 


A boss is someone who depends on authority, inspires fear, says "I", takes credit, commands and says "go!". 


A leader is someone who depends on goodwill, generates enthusiasm, says "we", gives credit, asks and says "let's go". 









Saturday, November 8, 2014

أنت معهم، أنت مثلهم..



أفتح عيناي لأجد أشخاصاً كل ما يهمهم هو النجاح في الدراسة، الحصول على عمل قار، إيجاد مورد رزق، إيجاد الزوجة المطيعة و خيانتها مع المرأة النرجسية المشاكسة، الذهاب إلى الجنة، إثبات عدم وجود الاه، جمع أكثر عدد من المعجبين على صفحاتهم على الفايسبوك، إرسال آية الكرسي إلى 9 أشخاص حتى يسمعوا خبراً جيداً، كتابة أدعيتهم على صفحاتهم على الفايسبوك حتى يشعروا أن الرب في إستماع اليهم و لا يتجاهلهم و حتى يرى الناس جميعاً أنهم مؤمنون و للمعاصي تاركون، الحصول على شهادة البكالوريا لبدء رحلة البحث عن الرجل المناسب، إستعباد أطفالهم و إلغاء شخصياتهم و اجبارهم على الطاعة العمياء و كله بإسم "بر الوالدين" و "الجنة تحت أقدام الأمهات"، تحريم كل ما يتعارض مع مصالحكم الشخصية بإسم الدين و الأخلاق ثم ممارسة العهر و الفجور في الخفاء و لعن كل من يمارسه في العلن تحت عنوان "و إذا عصيتم فاستتروا". أنتم كلكم مثل بعض.. فاسقو الفكر و القلب و الجسد و الأخلاق. و العالم غارق في البذاءة و القبح و الرداءة، و أنت معهم، أنت مثلهم.

يدفعني كل من يطالبني بالتفاؤل إلى الضحك الهستيري. يخيل لهم انني في حاجة إلى مساعدة احدهم حتى أشعر انني أفضل. عن أي تفاؤل تتحدثون؟ إنه بالأحرى التجاهل و النكران. نكران الذات و تجاهل المحيط بكل ما يدور فيه من أفعال و أحداث. لكن كل هذا لا يهم. أنت تعيش بعض الأحداث التافهة و تقوم ببعض الأفعال السخيفة لتشغل نفساً تسكن زمن ما بين عبثية الحياة و عشوائية الموت الغادرة. كل هذا لا يهم. تحب هذا الشخص حيناً و تتجاهله حيناً أخر. تدرس و تعمل و تجمع المال طيلة عمرك حتى تحقق ذاتك و فجأةً تترك كل شيء وراءك و تسعى وراء المجهول. تستمع إلى أغنية بسواد هذا العالم في عينيك و تستسلم للاشيء و تغرق و تستمتع بالغرق إلى حد النشوة. في حين كنت تجد تمردك في صوتك، أصبح تمردك في صمتك. لا فرق بينك و بينهم. كلكم تتجاهلون. أنت اخترت السكوت و هم اختاروا الثرثرة. 

Thursday, November 6, 2014

سيأتي يوم..




الدكتورة و الشاعرة و الكاتبة منى حلمي إبنة الدكتورة نوال السعداوي.. كم من مرة تساءلت بيني و بين نفسي كيف كان لحياتي أن تكون إذا بعثت روحي من رحمها أيضاً.. كتبت هذا الجزء من مقالها على صبورة أحد مدرجات كلية رقادة عندما كنت أعبث مع صديقاتي و كنت أمثل دور الأستاذة و قالت لي احداهن "تخيلي لو كنت استاذة ماذا كنت ستعلميننا؟" و كتبت تلك الكلمات و قلت لهن "لقد تذكرت الآن عندما قرأت عن أول يوم دخلت فيه سيمون دي بوفوار إلى قاعة التدريس في عام 1931 في إحدى المدارس الثانوية في مرسيليا و اعلمت طالباتها عن إسم القصة التي سيتناولونها طيلة ذلك الفصل و كان محورها الأساسي الشذوذ الجنسي. و كان هذا الفعل جد جريء لأن موضوع الشذوذ الجنسي كان موضوعاً محرماً و محظوراً في فرنسا في تلك الفترة من الزمن. سيأتي يوم عندما أشعر انني جاهزة لأصبح استاذة و ألقي محاضرات و لن أتناول غير موضوع المرأة و القضية النسوية و مسيرات المرأة التحريرية." سأعلم تلك الأجيال ما معنى إمرأة و نصف مجتمع و قضية نسوية قبل أن يفتحوا أفواههم و يتقيأون الهراء عن كل من يؤمن بهذه القضية مثلما يفعل البعض من ابائهم و أجدادهم اليوم.

Wednesday, November 5, 2014

صوتوا لكلثوم كنو! (3)






* صوتو لكنو لأنها المرأة الوحيدة (من بين 4 نساء) التي صمدت أمام تصفيات الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات و كانت لها الشجاعة و القدرة الكافية لتنافس 26 رجل على كرسي الرئاسة 
* صوتو لكنو لأني حزنت كيف تقرير "The Global Gender Gap 2014" الذي أفاد أن تونس مصنفة عدد 123 على 142 من الدول إلي فيها مساواة بين المرأة و الرجل
* صوتو لكنو لأني حزنت كيف المنظمة العالمية للجندر تقول إنو "تحقيق المساواة في الحوكمة التشاركية في تونس مازال بعيداً" 
* صوتو لكنو لأنو 12% فقط من النساء كانوا رؤساء قوائم خلال الإنتخابات التشريعية الفارطة
* صوتو لكنو لأنو 68 مرأة فقط من 217 اصبحن نواب الشعب بعد الإنتخابات التشريعية
* صوتو لكنو لأنو بالرغم من العديد من الدورات التكوينية الموجهة للصحفيين و الإعلاميين لدعم مشاركة المرأة في الحياة السياسية بصفة عامة و الإنتخابات التشريعية بصفة خاصة إلا أنه المرأة السياسية لم تستفد إلا من 10% من مساحة الإعلام السمعي و البصري
* صوتو لكنو لأنو كيفما في أمريكا انتخبو أول رئيس أسود البشرة ليثبتوا أنهم خطو اشواطاً كبيرة نحو الديمقراطية احنا زادة وقيت بش ننتخبو مرا حتى تكون أول إمرأة عربية تونسية رئيسة في تاريخ تونس و نخطوا اشواطاً كبيرةً نحو المساواة
* صوتو لكنو لأنو مثلما كنا أول من أشعلنا لهيب الربيع العربي و بدأنا سلسلة من الثورات العربية، نحبو زادة نكونوا أول من ينتخب مرا و نكونوا أول من يبدأ الرحلة الفعلية نحو الخلاص من التفكير الطبقي الذكوري
* صوتو لكنو لأنو أغلب نسائنا مازالوا مهمش فاهمين و واعين بأهمية انك تنتخب و تكون عندك صوت و تكون عنصر فاعل في المجتمع
* صوتو لكنو لأني خلال الإنتخابات التشريعية شفت رجال تجر في نسائها إلا مكاتب الإقتراع و يجبروهم بش يصوتوا للعدد إلي رجالهم يقولولهم عليه
* صوتو لكنو لأنو نسائنا مازالوا حاقرين رواحهم و مش عارفين إنو منغيرهم بلادنا تبرك و انهم عندهم القدرة الكافية و الكفاءة اللازمة بش في يوم من الأيام يهزو على ظهرهم شؤون بلاد كاملة و عمرهم مايقولو أحيت
* صوتو لكنو لأنو كيف كان عمري 14, استاذة الفرنسية سألتني كيف نكبر اش نحب نولي و جاوبتها بكل فخر "رئيسة تونس" و جاوبتني هي "حرام! مايجيش مرا تحكمنا"
* يا طفلة أعطي صوتك لكنو بش تمهد الطريق ليك إنتي إذا كنت كيفي من صغرتك تحلم في يوم من الأيام انك تكون رئيسة الجمهورية و لا تستطيعين فقط لأنك تحملين العضو التناسلي الغير مناسب
* صوتو لكنو لأنو هنالك من يرفض أن ينظر في برنامجها الإنتخابي فقط لأنها إمرأة
* صوتو لكنو لأنو هنالك من يرفض التصويت لها فقط لأنها إمرأة
* صوتو لكنو لأنها إمرأة بألف رجل و ملمة بالقانون أخذ القرارات ليس بالأمر الجديد عليها
* صوتو لكنو لأنها مرشحة مستقلة و غير مدعومة من أي طرف هذا يعني أنها بش تحكم بأكثر حياد و عدل من المرشحين عن الأحزاب السياسية و ستكون بذلك بنت الشعب و ليس بنت حزب ما
* صوتو لكنو لأنو لو لم تكن قادرة على إدارة شؤون البلاد في نظري لما كتبت ما كتبت
* صوتو لكنو لأنو ‪#‎yes_we_Kannou‬ !! 






حبيبتي نوال

أشتهي سفراً
ذهاباً بدون رجعة
ضياعاً أجد فيه نفسي
أعاتبها و تعاتبني
تطلق لي سراح عقلي
و أسلمها جسدي 
أفكر معها حتى الهذيان
ثم نثمل معاً إلى حد النسيان
نقرع كؤوسنا نخب كل بداية
و اللانهاية
نخب ربوبية الأرض و الكون و الأم
نخب الفكر و العقل و اللاخوف
نخب حرية مشتهات على ضريح أنوثة سيمون و عفوية سارتر
أرقص مع الموت على أنغام الحياة
فلا خوف من الموت و أنتِ جنتي
أنظر إليك و ارى فيك أماً لي
جنتي في فكرك و كلماتك
في كتبك و جرأتك
جنتي في عقلك و ليست تحت قدميك