Thursday, September 24, 2015

Les Amants du Flore


أظنني في حاجة إلى نسخة محينة من سارتر حتى يساعدني على التخلص من شرقيتي "المثيرة للإشمئزاز". كلما كانت سيمون بصدد القيام بفعل شرقي يذكرها سارتر بقيمها النسوية وأن شرقيتها ليست سوى نتاج المجتمع التي نشأت فيه وأنه عليها ألا تكون خاضعة لمثل هذه السلوكيات. لم يتزوج بها ولم يتشاركا نفس الفراش سوى مرات قليلة في بداية علاقتهما الغرامية. كانت على علاقة مع العديد من الأشخاص من الذكور والإناث من طالباتها. كان سارتر يستعير بعضاً من عشيقات سيمون من أجل ليال عابرة. كان يراسلها ليحدثها عن علاقاته العابرة وهي كذلك. كانت تشعر بالغيرة أحياناً. تريد أن تمتلكه، أن يكون لها وحدها.. لكن غالباً ما تتمالك نفسها وتغرق نفسها في كتاباتها وعابرات سريرها..

تعددت عشيقاته لكن ملهمته كانت واحدة. أعتقد أنه قد أحبها بصدق. كان يهدي جميع كتبه وكتاباته إلى كاستر وحين ذهب إلى الحرب ترك لها كل ممتلكاته وحتى راتبه الشهري. لا أظن أن سيمون الذكية (وأعتقد بشدة أنها كانت أشد ذكاءً من سارتر) كانت لتقع في ألاعيب رجل ما حتى إن كان سارتر بنفسه. 
كانا يذهبان إلى نفس المقهى (Café de Flore) لكن يجلسان في مقاعد مختلفة صحبة أصدقاء مختلفين. كانا يعيشان كل في شقته الخاصة لكن كانت سيمون تذهب إلى شقة سارتر قصد الكتابة. كانت شقة سارتر تطل على شقق سيمون وأمه وتطل كذلك على مقبرة Montparnasse أين دفنا سيمون وسارتر في نفس القبر. 
لا أعلم إن كانت محظوظة بوجوده في حياتها أم العكس. هل كانت سيمون لتكتب كل تلك الكتب وتكون إحدى أعمدة الحركة النسوية العالمية لو تزوجت بذلك الكاتب الأمريكي الذي أحبها لنفسه فقط؟ هل كانت حياتها لتكون أكثر سلماً وأقل إبداعاً؟ ماذا نختار يا ترى؟ راحة العقل الوهمية وربما الوقتية أم الإنتاج والإبداع؟


Sunday, September 20, 2015

هذا الشخص أحبني بصدق


حين كنت في سن العاشرة تقريباً كنت مولعة بإبن الجيران إلى حد الجنون. كان عمره 18 سنة. كان يهتم لأمري وكان لطيفاً جداً معي. كنا دائماً ما نلعب كرة القدم أو كرة السلة صحبة أخي الصغير. كان لا يشعرني بالسوء أو الخجل من نفسي حين اتحصل على عدد سيئ في إمتحان المحفوظات. في يومٍ ما رأيته والشرطة تقوم بإلقاء القبض عليه خلال مظاهرة شارك فيها أيام بن علي. صرت أهرول إلى مكان عمل أبيه لأخبره بما حصل حتى ينقذه من هول ما قد يحصل له على يد الشرطة. كنت أبكي بشدة وبالكادي استطيع التنفس. كاد أن يغمى علي وأنا انقل إليه الخبر. في صباح يوم غد رأيته وأنا مارة من أمام منزلهم. قال لي "هل أنت من قمت بإخبار والدي؟" احمر وجهي. لم أجبه. نظر إلي ثم إبتسم ليعبر عن مدى امتنانه لي ثم عاد إلى منزله.
مرت السنوات وتفارقنا..
لما أصبحت في سن ال-18 حاول الإتصال بي عبر موقع الفايسبوك. طلب أن يقابلني ووافقت بالطبع. إبن الجيران أصبح مولعاً بي إلى حد الجنون. أصبح يطاردني ليخبرني عن مدى اهتمامه بي. أخبرني أنه يريد الزواج مني. لم أجبه. بحث عن مكان اقامتي الجديد ومر من أمامه في يوم عيد الاضحى عله يجدني جالسةً في شرفة منزلنا. اختبأت حين لمحته من بعيد!
بالطبع لم أقبل الزواج منه.. لم أكن كنستروسكشوال إلى درجة أن أتزوج في ذلك السن.
هذا الشخص أحبني بصدق. البقية يفلمون..

Thursday, September 17, 2015

بلا عنوان. أنا لا أجيد كتابة العناوين.




هي تريد أن تغرق نفسها في كومة من الأوراق في مكتب محامي متعجرف إسمه الأول متكون من جزئين.. محمد فلان الفلاني. له زوجة ضخمة الحجم، تلبس معطفاً من فرو السناجب ووجنتيها سينفجران دماً من كثرة أكل الكافيار في الحفلات المقامة في نزل الشيراتون بحضور رجال الأعمال الذين يدافع عنهم زوجها في محاكم هذه البلاد. 
هى تعمل لساعات مطولة في غرفة الأرشيف المنسية.. آخر غرفة على اليمين. غرفة صغيرة مكتظة. بها باب صغير بني اللون. مفتاحه صدئ يخلف رائحة نتنة على يد كل من يستعمله. بها شباك مصنوع من الفولاذ. في الشتاء تصبح الغرفة في برودة جثث الوايت واكرز (white walkers). الغرفة لم تدهن منذ سنوات بالرغم أن المحامي يقوم بتأجير عامل يومي ليدهن المكتب بأكمله كل سنة. لكن العامل اليومي يتوقف عن الدهن حين يصل إلى غرفة الأرشيف بتعلة أن الدهن قد نفذ. هو يسرق الدهن والمحامي لا يريد أن يشتري المزيد لطلي غرفة الأرشيف حتى يدخر نقوده لشراء معطر فم لزوجته التي تأكل الكافيار ولا تغسل أسنانها قبل الذهاب إلى الفراش لتمارس واجباتها الزوجية التي أعفاها منها زوجها منذ أن انتهى تاريخ آخر إشتراك تحصلت عليه من نادي الرياضة الذي لم تذهب إليه سوى مرة لإلتقاط صور مع آلة الجري لتحملهم على حساب الفايسبوك الخاص بها. 
هي تريد من الوقت أن يمضي. لا تريد أن تفكر سوى في الراتب الذي ستقبضه في آخر الشهر وستراتيجيا جديدة تنظم بها الملفات التي تزيد تراكماً يوماً بعد يوم. 
وحين يأتي آخر الشهر، ستقايض حارس الوقت حريتها مقابل بعضاً من النسيان. 

Friday, September 4, 2015

أكبر مخاوفي



لا أستطيع أن أتخيل يوماً موقف أن أكون إلى جانب شخص يظن انني عادية. انني أتنفس هواءً. انني ادرس لأعمل. انني أعمل لأجمع المال. انني أجمع المال حتى اتمكن من الزواج منه. انني أتزين لأجله حتى أوقعه في فخ مساحيق وملابس فخمة وعطر ثمين وصوراً لطيفة وقلباً بتولاً. صدقيني لا وقت لي لأتزين. لا لأجله ولا لغيره ولا حتى لنفسي. أحب رؤية نفسي مشعثة الشعر، مشوشة الأفكار، نظارات شمسية على عيناي الباندا، دجينز وقميص غير مرتب. وصدقيني لم اشتري يوماً عطراً باهض الثمن. عطري المفضل هو ماء الورد. بعض المال الذي أملكه أنفق أغلبه على الكتب المرصفة على رفوف مكتبتي. كتب لم اقرأ معظمها بعد.
سأقرأ الكتب لأجل الكتابة وليس بغاية النجاح في الدراسة. وسأدرس لأجل الدراسة وليس العمل. وسأحب لأجل الحب وليس الزواج. وسأجمع المال حتى اتمكن من السفر وأتمكن من فتح مشروعي الصغير في مكان ناءٍ بعيداً عن مجتمع لن يعتبرني ناجحة إلا إذا تزوجت برجل عادي وأنجبت أطفالاً عاديين ورضخت إلى ما أسموه سنة الحياة. بعيداً عن مجتمعٍ حدد لي ماضي وحاضري ومستقبلي بسبب مهبلٍ وجد بين فخذي. حدد لي موعد وكيفية نهايتي وأنا يا صديقتي لا أؤمن بالنهايات.