Friday, September 4, 2015

أكبر مخاوفي



لا أستطيع أن أتخيل يوماً موقف أن أكون إلى جانب شخص يظن انني عادية. انني أتنفس هواءً. انني ادرس لأعمل. انني أعمل لأجمع المال. انني أجمع المال حتى اتمكن من الزواج منه. انني أتزين لأجله حتى أوقعه في فخ مساحيق وملابس فخمة وعطر ثمين وصوراً لطيفة وقلباً بتولاً. صدقيني لا وقت لي لأتزين. لا لأجله ولا لغيره ولا حتى لنفسي. أحب رؤية نفسي مشعثة الشعر، مشوشة الأفكار، نظارات شمسية على عيناي الباندا، دجينز وقميص غير مرتب. وصدقيني لم اشتري يوماً عطراً باهض الثمن. عطري المفضل هو ماء الورد. بعض المال الذي أملكه أنفق أغلبه على الكتب المرصفة على رفوف مكتبتي. كتب لم اقرأ معظمها بعد.
سأقرأ الكتب لأجل الكتابة وليس بغاية النجاح في الدراسة. وسأدرس لأجل الدراسة وليس العمل. وسأحب لأجل الحب وليس الزواج. وسأجمع المال حتى اتمكن من السفر وأتمكن من فتح مشروعي الصغير في مكان ناءٍ بعيداً عن مجتمع لن يعتبرني ناجحة إلا إذا تزوجت برجل عادي وأنجبت أطفالاً عاديين ورضخت إلى ما أسموه سنة الحياة. بعيداً عن مجتمعٍ حدد لي ماضي وحاضري ومستقبلي بسبب مهبلٍ وجد بين فخذي. حدد لي موعد وكيفية نهايتي وأنا يا صديقتي لا أؤمن بالنهايات.

No comments:

Post a Comment