انها عطلة نهاية الأسبوع. الجميع يتحدث عن يوحنا تونس المذبوح وعن ضحايا باريس. الجميع يغيرون صورهم على المواقع الإجتماعية إلى صورة راعي غنم مجهول أو إلى علم فرنسا. وأنا أريد أن أحمل صورة جديدة التقطتها لي حبيبتي البارحة عندما كنا نحتسي القهوة على أنغام أغنية راب أمريكية ميزوجينية يلقب فيها المغني النساء بالعاهرات.. أغنية لا تليق بمقهى ثقافي.
اعترفت لها بأنني أحبها.
قبلتني وقالت لي أنها آسفة لأنها غير قادرة على مبادلتي نفس الشعور لا لأنها لا تحبني أو لأنها متباينة الجنس بل لأنها لاجنسية.
قلت لها انني أحبها حباً أفلاطونياً. فأنا أيضاً غير قادرة على ممارسة الجنس مثلها. كلانا لاجنسي بطريقته. هي قيدها الجسد وأنا قيدتني ذكورية المجتمع.
أخبرتها انني أريد أن أحنط نهديها حتى يتوسطا معبدي.. أن اجعل من خرافة وجودها ديناً لي ومن فنائها خلدي. أنني أريد أن أعبدها وحسب.
ثم عدنا إلى المنزل متشابكي الأيدي دون أن ننبس ببنت شفة.
الجميع مشغول بيوم الجمعة الدامي. الجميع يعبر عن تعاطفه مع ضحايا الإرهاب وأنا كل ما أفكر فيه هو حبيبتي اللاجنسية.
هل انني افتقر إلى الباثوس أم انني ابحث عن هوية شخصية؟