Wednesday, October 22, 2014

نموذج استاذة خلدت في ذاكرتي


عندما كنت ادرس بالمعهد الثانوي كانت تدرسني استاذة علوم تجريبية أمقت عقليتها و طريقة تفكيرها. كانت تمارس الظلم و القهر على تلاميذها حيث أنها تفرق الأعداد كما لو أنها تفرق الحلوى ليلة الهالوين إلا اننا غالباً ما نتحصل على خدعة. كانت ابنتها تتحصل على أفضل الأعداد بالرغم أن أحد زملائنا في القسم يستحق أعداداً أحسن منها. لكن كل هذا لا يهم الآن فهي ليست الوحيدة التي تقوم بمثل هذه الممارسات. فالكثير من المعلمين و الأساتذة لا يخافون لا من حسيب و لا رقيب. كيف يحاسبون و هم كادوا أن يصبحوا رسلاً. هذا حرام و منافي للدين و الأخلاق. فمهما يبدر عن المعلمين من أخطاء بيداغوجية أو أخلاقية فهم دائماً على حق و التلاميذ على باطل. 
نزل البارحة خبر في جريدة إلكترونية تونسية تفيد أن أحد الأساتذة الكرام بإعدادية 3 جانفي بقصر هلال قد قام بالإعتداء على بالعنف على أحد التلاميذ مما خلف كسراً على يد الأخير. أمر من الخبر لأقرأ ردة فعل القراء فكانت الصدمة الكبرى. معضم المعلقين قد تسألوا عن السبب و كأننا نحتاج سبباً حتى نبرر الإعتداء على طفل لم يتجاوز الثانية عشر من عمره. مثلهم مثل الذين يلقون اللوم على الفتاة المغتصبة. "ماذا كانت ترتدي عندما قام الجاني باغتصابها؟ ماذا كانت تفعل في ذلك المكان في ذلك الوقت المتأخر من الليل؟ لو كانت تلبس الحجاب لما قام الجاني باغتصابها. مكانها البيت و ليس الشارع." ذلك هو مجتمعنا، مجتمع العاهات و التخلف و التقاليد، مجتمع تقديس الحاكم، و المعلم و رجل الدين و وضعهم في مكانة الإلاه و الأنبياء و الرسل. مجتمع مبني على النظم العبودية و الطبقية الذكورية. يضعون التلاميذ و العاملين و العابدين و النساء في طبقة العبيد و المعلمين و الرأسماليين و رجال الدين و الرجال في طبقة الأسياد و كله بسم الدين و القيم و الأخلاق. 
نفس الأستاذة التي درستني قالت ذات يوم أن النظريات العلمية أكدت أنه بيولوجياً الذكر خلق أذكى من الأنثى. و لولا مجالات "Science & Vie" التي يبتاعها ابي و اطالع بعضاً من مقالاتها من الحينإلى الآخر لصدقت الأمر. و تراني أحاول إقناع صديقتي بأن ما تقوله استاذتنا التي كادت أن تكون رسولاً خاطئ و انني قرأت مقالاً علمياً يفيد أن عقل الذكر مثل عقل الأنثى و أنه حتى و إن إختلف العلماء في ذلك بسبب إعتماد بعضهم على فكرة أن المرأة ناقصة عقلاً فلا يمكن تجاوز أسماء العديد من النساء العبقريات التي غيرن التاريخ بفضل نظرياتهن و إخترعاتهن و كتبهن. و لكن استاذتي لا يمكن أن تكاد أن تكون رسولاً. ليس بسبب ما تقوم به من تجاوزات في حق تلاميذها أو ما تتفوه به من هراء بسم العلم و لكن لأن الدين يحرم على الأنثى أن تكون رسولاً أو نبياً أو أن تحمل أي صفة من صفات القداسة. 
كيف لأنثى أن تقوم بإهانة أنوثتها و أنوثة غيرها بمثل هذه السهولة. لا شيء يقهرني أكثر من إمرأة تدافع عن هذا المجتمع الطبقي الذكوري الذي نعيش فيه و لا شيء أكثر خطراً على المرأة غير هذا النوع من النساء اللاتي يجعلن من العبودية و الخنوع و الطاعة معبوداً. فإن العقلية الذكورية متفشية في النساء أساساً قبل الرجال و بعض أسباب هذا الظاهرة هي قلة الوعي و الإستسلام لهذه العقلية و عدم الإعتراف بقضية المرأة. فبإمكاننا أن نجد رجالاً يؤمنون بالمرأة و أمومية المجتمع كما بإمكاننا إيجاد نساء يعشقن الذل و التبعية و الخضوع لرغبات رجالهن بغية الحصول على لقب الزوجة المثالية و إتهام النساء اللاتي يدافعن عن المرأة بالعهر و الفسق حتى يقنعن أنفسهن انهن لسن بخاضعات بل شريفات و هن لا يعلمن أن الشرف شرف الجسد و العقل و القلب معاً و ليس الجسد فقط. 

Tuesday, October 21, 2014

اليوم عيد ميلادي

Vondelpark- Amesterdam


اليوم عيد ميلادي. استيقظت من النوم و جلست أمام التلفاز أتناول قهوة الصباح لأجد عمتي المصابة بمرض خبيث تبكي بجانبي من شدة الألم. في تلك اللحظة تمنيت لو انشقت الأرض و ابتلعتني. كيف لي أن اتحمل بكاء إمرأة في عمر السبعين تبكي و تتمنى الموت من هول الآلام التي اجتاحت جسدها الواهن. كنت على وشك البكاء فذهبت بسرعة إلى غرفتي و نظرت إلى نفسي في المرآة و أمرتها ألا تبكي! 
كم تمنيت الهروب يوم عيد ميلادي لأجد نفسي مستلقية على عشب فوندلبارك بامستردام بالقرب من البركة لأغرق بصري في مياهها و أحلم في سلام أو حتى جالسة في محطة ما في أحد شوارع نيويورك ساعة الإزدحام فإن أكثر الأماكن صخباً في العالم أكثر هدوءًا مما يدور في عقلي.

تراني أخير الوحدة على صحبة ناس يجهلون و يتجاهلون، لا يفهمون و لا يتفهمون. عمري 24 سنة و أشعر كما لو ان لي 40 سنة. أعلم من أنا و لكن لا أعلم ما أنا بفاعلة. لم احقق شيئاً من أحلامي بعد. لا شيء غير الدراسة و الطاعة. طاعة ناس يجهلون من أنا و يأمرونني بأن اهتم بكلام الناس أكثر مما اهتم بكلام نفسي عن نفسي. هاها! و كأنني أمر بأزمة منتصف عمر مبكرة. أحزن و اكتئب حتى اكتشف نفساً جديدةً، تريد أشياء مختلفة و تبحث عن رحلة تبعث في روحها شيئاً من الحياة أو بعض شيء. تبحث عن رحلة بدايتها شك و لا نهاية لها.
يقولون أن الشك طريق اليقين و مع ذلك عامة الناس يخافون الشك، يخافون التفكير و "إزالة الحجاب عن عقولهم" و يخيرون المألوف عن التغيير و التجديد. يتشبثون بالعاهات و التقاليد و يتهمون كل من أراد أو أتى بالجديد بالعهر و الفسق و حتى الكفر و الإلحاد. ألم أقل لكم أن أكثر الأماكن صخباً في العالم أكثر هدوءًا مما يدور في عقلي؟ 
عيد ميلاد سعيد لي.

Saturday, October 18, 2014

السفر عبر الزمن (تنبير تونسي)



كيف تسافر من تونس لبلدان الغرب الكافر تحس روحك سافرت عبر الزمن و إلا بين أكوان متوازية، مش سافرت من مكان إلى مكان. عمري ماخرجت من تونس أما هكى نتخيلها الحكاية. عقليات مختلفة و تفكير متطور. حاجة بديهية أثبتوهالي اصدقائي إلي عاشوا تجربة مغادرة أرض الوطن إضافةً إلى إحتكاكي ببعض الأجانب. منغير منزيد نحكي لنولي لحاسة الغرب و الكفر و الفسق و الماسونية. أما زادة بش منظلموش الناس، حتى كيف تمشي لدولة من الدول الجربوعستانية يوفرولك آلة زمن سمحة و يعودون بك إلى أيام الجاهلية. و مش لزمة عليك تسافر من بلاد إلي بلاد بش تسافر عبر الزمن. تنجم حتى و إنت في بلادك و تتعدى من عام إلى عام توخر بالأعوام بتوالي. تبدا في بالك تمشي من 2013 ال-2014 و تحضر في روحك ال-2015 و تلقى بعض الناس من إلي عايش في وسطهم يمشيو من 2014 ل-1994 و ينزل كاتريام و يضربها لل-1500 مثلاً. عادي عادي. دونك السفر عبر الزمن مش فكرة مستحيلة في نهاية الأمر. خلي عاد كان سافرت في خيالك. هذي قلتلهم اسكتوا. تخرج من فكرت إنو الكون رباعي الأبعاد أصل. تمييعاً لقضية نسبية المكان و الزمان و برة. سامحني انشتاين.

أنا مجنونة


قالوا مجنونة هي. تقرأ الكتب لأشباه المثقفات العاهرات. تكتب شعراً إباحياً فاسقاً. تريد أن تتعلم العزف على البيانو. تريد بعضاً من الخصوصية. ترقص عاريةً تحت المطر. تحب أشخاصاً وهميين من صنع القصص. تكتب مذكرات و تتغزل بالأدباء. تستمع إلى شعرٍ يقرأ على أنغام موسيقى سوداء. تبكي و تتلذذ ملوحة دموعها. تحلم و تأمل و تفكر و تُكفّر. ك.ف.ر. أي خرج عن المألوف. تصادق شياطين الوحدة و تلاعب أشباحاً تسكن قلوبهم المعتمة. خائفون هم من أحلام قد تصبح حقيقة و تخلق أشياء جديدة، شاذة، غريبة، عجيبة. مجنونة هي. عزلوها عن العالم الخارجي. حبسوها حتى تشفى من جنونها. سجينة الحياة الدنيا تنتظر شفاعة السجان الأعظم. تثور تارةً و تستسلم تارةً أخرى. تنتظر شفقة الزمن عله يحمل بين طياته أملاً أو بقايا أمل. 
ما بال وجهها شاحب. ما بالها قاطعت الأكل. ما بالها تتجاهلنا و ترفض الحديث معنا. ما بالها تجلس وحدها في ظلمة النهار و ليلاً في صحبة القمر. تنظر إلى السماء. تصرخ و تهمس. تتذمر و تحتج. تقول كلمات غير مفهومة. "أنا.حرية. جمال. طبيعة. كون. أنوثة." تعتزل الكلام نهاراً وتفرطه ليلاً. مسكونة هي أم مجنونة؟ مريضة هي. يناولونها الدواء قسراً. ترفض و تثور فيتهمونها مرةً اخرى بالجنون. فتتعب و تخاف و تستسلم. و تتناول الدواء و ما بها داء. داؤها هم، أفلا يعقلون؟ 
يجهلون و ما تقوله يتجاهلون. يدخلونها إلى مستشفى المجانين. يحقنونها العبودية و يجبرونها على تناول حبوب الخنوع. و لا هم يتنازلون و لا هي ترضخ. فيضعونها على سرير الموتى الأحياء و يبعثون في جسدها الواهن صعقات كهربائية علهم يطردون مارد الأنا. هي تصرخ ألماً و هم يبتسمون و على نواحها يتراقصون. و الآن رددي معي "أنا مجنونة". فتنظر اليهم بأعينٍ خاوية هجرتها الروح، بقلبٍ ينبض و لا ينبض، بجسدٍ مرهق، متعب، منهك، لا حول له و لا قوة و أجابت "نعم، أنا مجنونة". 

Thursday, October 16, 2014

أبكي قلمي‬




اكتب صلاتي أيها القلم. اكتب و كفاك تكبراً على من خلقك من عدم. ما بالك تتجاهلني و قد جعلت منك ونيس وحدتي و رفيق خواطري. ما بك يا قلمي يا خليل كلماتي، ما بك لا تستجيب إلى الآمي، إلى عيون تبكيك شوقاً، إلى قلب ينبض من أجلك. فأكتب و أطلق سراح عقلي و أخرج روحي من الضلمات. لا يهمني عقم رحم كلماتي فأنا لا أزال أؤمن بعصر المعجزات. أؤمن بكتاب، بقلم، بحبر و ورق. فغب قدر ما شئت فلن أكفر بك. فلا أنا أنا و لا أنت أنت، بدوني و بدونك نتجسد اللاشيء. تزول انسانيتي و تنتهي سرمديتك و نعلق على صليب العدم.

Tuesday, October 14, 2014

سقوط الإمام- نوال السعداوي




Review:
نحن لسنا بمؤمنين. الكل لا يؤمن بطريقته. فالإمام لا يؤمن بوجود الله و يكذب على نفسه
و يستغل جهل شعبه ليستعبدهم و ليحصل على مزيد من السلطة حتى أن الناس يعتقدون أنه الله في بعض الأحيان.. و يزنا و يغتصب بنات الله و يكذب و يقتل و في آخر الليل يعود إلى فراش زوجته و يعانقها و يقرأ آية الكرسي قبل النوم. و زوجته تخونه مع حبيبها القديم المسلم الغير مؤمن الذي ينام مع الرجال و النساء لينسى و لا ينسى. و بنت الله (بنت الإغتصاب أو بنت الإمام) لا تؤمن بوجود الله و تغتصب و تحب و تثور و ترجم و تموت في سبيل ذلك الحب. و الناس يؤمنون بالله لأنهم يؤمنون بالإمام فيقتلون لإرضائه و يموتون في سبيله. فهل هذا بإيمان؟ صدقتي يا نوال...

:البعض من المقطوعات المفضلة لدي







حسب رايكم، بالنسبة للأولياء، هل انو مزال فما فرق بين تربية الاولاد و تربية البنات؟




بربي كفاه تحبو يكون فما فرق في التربية بن الأولاد و البنات وقتلي الناس مازالت تمشي بالعقلية الذكورية متع "عيب، إحشم مايجيج، راك طفلة، أرزن، الناس اش يقولوا عليك، إلخ إلخ" و "راجل مهما يعمل يبقى راجل، مايتعيبش" .. وقتلي تسمع إنو المرا تحب تجيب طفل باش تسكت دار رجلها و مبعد تجيب طفلة تنقم عليها وتعمللها 20 ألف عقدة أبوية، وقتلي المرا مازالت يعايروها يقلولها "يا جيابت البنات"، وقتلي الأم تتلفت لصغارها البنات و تقلهم خوكم صغير هذا سيدكم، وقتلي مازالوا الصغار إلي يقراو في المدرسة كيف يحبو يعايروا زميلهم يقولولو "يا بنية"، وقتلي الخو يتكبر على خواتو البنات حتى لو كانوا أكبر منو و يتحكملهم في حياتهم و الوالدين يغزرو و ساكتين.. ماشي في بالكم ولات تربيتهم كيفكيف على خاطر فما بعض البنات فهموا الحرية بالغالط؟ تحب تعرف تربيتهم كيف كيف و إلى لا، حط طفلة وطفل و قولهم زوز يمشو يقولوا لوالديهم "بابا، ماما، راني نحب شكون. بابا، ماما، راني نحب نسافر نكمل تعليمي برى. بابا، ماما، راني نحب ندبر خدمة مش في البلاد هاذي. بابا، ماما، معادش نجم نمشي ونجي من بلد لبلاد كل نهار لازمني نكري." شوف ردت الفعل و قارن و اتو تعرف ترباو كيفكيف و إلا لا. قاعدين تحكموا وتقولوا إنا ولينا كيفكيف فقط من خلال بعض البنات إلي فاكين الحرية فكان. أنا خويا يخرج وقت مايحب و يروح وقت مايحب و يمشي يصيف مع الأصحاب و مخولينو على راحتو مش على خاطر عندهم ثقة فيه لكن على خاطروا رجل و المجتمع ميعايروش. و أنا نخرج مرة في القرن و كيف نجي نخرج لازم نكذب شوية برغم إني محل ثقة و ماعندي علاش نكذب. مثلاً أنا عندي 3 اسابيع مخرجتش و توا خارجة نحوس مع 3 بنات اخرين مفماش أولاد و خارجين بعد العصر و مروحين قبل المغرب و كاذبة على دارنا قتلهم هدف الخرجة باش نحكيو على خدمة تابعة جمعية. قولي توا؟ متربين كيفكيف؟ نشوف صغار خواتي مانراش فرق كبير. نشوف صغار اخرين في الحومة في الروضة في الشارع مانراش فرق بيني وبينهم كيفاه أنا و خويا تربينا وكيفاه هما وخواتهم ترباو.. كيفاه تحب يكون فما فرق و العقلية هي هي. كيفاه تحب يكون فما فرق و مفماش توعية. الصغار إلي ترباو على ما يسمى ب"أدوار الجنسين" إلي أساساً يمليها المجتمع إلي أصلاً مازال لحد يومنا هذا ذكوري، أكيد باش يمارسوها على صغارهم و مش باش يكون فما حتى فرق.