Vondelpark- Amesterdam |
اليوم عيد ميلادي. استيقظت من النوم و جلست أمام التلفاز أتناول قهوة الصباح لأجد عمتي المصابة بمرض خبيث تبكي بجانبي من شدة الألم. في تلك اللحظة تمنيت لو انشقت الأرض و ابتلعتني. كيف لي أن اتحمل بكاء إمرأة في عمر السبعين تبكي و تتمنى الموت من هول الآلام التي اجتاحت جسدها الواهن. كنت على وشك البكاء فذهبت بسرعة إلى غرفتي و نظرت إلى نفسي في المرآة و أمرتها ألا تبكي!
كم تمنيت الهروب يوم عيد ميلادي لأجد نفسي مستلقية على عشب فوندلبارك بامستردام بالقرب من البركة لأغرق بصري في مياهها و أحلم في سلام أو حتى جالسة في محطة ما في أحد شوارع نيويورك ساعة الإزدحام فإن أكثر الأماكن صخباً في العالم أكثر هدوءًا مما يدور في عقلي.
تراني أخير الوحدة على صحبة ناس يجهلون و يتجاهلون، لا يفهمون و لا يتفهمون. عمري 24 سنة و أشعر كما لو ان لي 40 سنة. أعلم من أنا و لكن لا أعلم ما أنا بفاعلة. لم احقق شيئاً من أحلامي بعد. لا شيء غير الدراسة و الطاعة. طاعة ناس يجهلون من أنا و يأمرونني بأن اهتم بكلام الناس أكثر مما اهتم بكلام نفسي عن نفسي. هاها! و كأنني أمر بأزمة منتصف عمر مبكرة. أحزن و اكتئب حتى اكتشف نفساً جديدةً، تريد أشياء مختلفة و تبحث عن رحلة تبعث في روحها شيئاً من الحياة أو بعض شيء. تبحث عن رحلة بدايتها شك و لا نهاية لها.
يقولون أن الشك طريق اليقين و مع ذلك عامة الناس يخافون الشك، يخافون التفكير و "إزالة الحجاب عن عقولهم" و يخيرون المألوف عن التغيير و التجديد. يتشبثون بالعاهات و التقاليد و يتهمون كل من أراد أو أتى بالجديد بالعهر و الفسق و حتى الكفر و الإلحاد. ألم أقل لكم أن أكثر الأماكن صخباً في العالم أكثر هدوءًا مما يدور في عقلي؟
عيد ميلاد سعيد لي.
No comments:
Post a Comment