عندما يذبحني أخي بدافع الشرف، أخبروهم انني عذراء الجسد والقلب والعقل.
أخبروهم انني لا أعرف من الإنتعاظ شيئاً غير ما تقدمه أصابع يدي للبظر حين أشعر بالوحدة وأن لا أحد يحبني.
أخبروهم انني أتصدق للفقراء أحياناً وإن كنت لا أؤمن أن ذلك سيضمن لي الجنة.. انني أشفق عليهم واكرههم في نفس الوقت لأنني أشعر بالسوء عند رؤيتهم وبالعجز حين أقدم لهم بعض المليمات.
أخبروهم انني حاولت وحاولت مراراً عدة أن أتقمص شخصية العبد لإرضائهم وإرضاء نفسي الخاضعة التي دائماً ما تحاول تجنب المشاكل وإن كلفها الأمر أغلى ما تملك وهي حريتها.
أخبروهم أن أمي قد بصقت على وجهي يوماً واتهمتني 'بالثقافة الزائدة'.
أخبروهم أن أمي دائماً ما تضربني كلما ابديت رأياً مخالفاً في شأنٍ يخصني.
أخبروهم أن بعد كل الكتب التي قرأتها والشهائد التي صففتها في الدرج السفلي من مكتبتي تريد أن تزوجني من رجل يريدونه لي ولا أريده لنفسي.
رجل لم يهجر ربه كي لا يهجرني. له عمل 'مسمار في حيط' وشهرية لا بأس بها. لا يملك لا الكثير من المال حتى لا يستبدلني بأخرى ولا القليل من المال حتى لا يعجز عند دفع ثمن غشاء بكارتي.
أخبروهم أنها تريدني أن أخبئ شهائدي حتى لا يجرح ذلك كبرياء أخي.
أخبروهم انني حين هددت بحرق نفسي لم يأبهوا لي وأنهم أخبروني انني إن فعلت ذلك لن اجلب سوى العار لأسرتي.
أخبروهم أنهم يتمنون موتي على أن استقل بذاتي.
أخبروهم انني عاجزة عن أن أحب أحداً حتى نفسي. انني أشعر بالحزن واللاحب والظلم والغربة في وطني، في منزلي، في جسدي.
أخبروهم انني أشعر بالخجل من نفسي لأنني خذلتني.
أخبروهم انني لا أخاف الموت ولكنني لا أريد أن أموت.
أخبروهم انني ميتةٌ بالفعل في إنتظار أن ابعث. أريد أن أحيا. أريد أن أجرب الحياة على سبيل التغيير وإن كانت مجرد وهم.
أخبروهم انني لست بعاهرة ولا بقديسة. أخبروهم أن لا عاهر في نفسي سوى تلك الأنا التي رضيت بواقعي خوفاً مما قد يقدمه لي التمرد من تغيير. انها لأنا عاهرة بالفعل.
أخبروهم انني أشرف من أخي وأشرف منهم. أخبروهم انني لا أهتم بهم.
ملاحظة: كس أبوكم على أبو مجتمعكم.
نهال،
05/03/2013