Thursday, January 8, 2015

عليك اللعنة أيها الكاتب الملعون!



إمكانك في لحظة ما أن تشعر كما لو أنك تملك العالم بأكمله. وفي لحظة أخرى تشعر كما لو أنه لا عالم لك. كما لو أنك ولدت من وحي مخيلة قاحلة. اللاشيء لغتك. اللاشيء هويتك. لا نظام لك. بل العديد من الأنظمة. وكل نظام يدحض النظام الذي سبقه. وفي بعض الأحيان يغتاله. أو يفتك منه سلطته. ليجلس على عرشٍ وهمي ملوث بدماء شهداء حرية، فوضوية وتمرد.
بإمكانك في لحظة ان تشعر كما لو أنك شخصية خيالية خلقت في إحدى كتابات احدهم. غير حر. عبد تطيع أوامر قلم. أو عدة أقلام. مخيلة عاهرة! كاتب أحمق! يتلاعب بمشاعري. يأمرني بأن أشعر بالسعادة حيناً وبالكأبة حيناً آخر. يزرع في قلبي حباً أبلهاً ثم يأمرني فجأةً أن اعتزل الحب. أن أصبح عقلانية. براغماتية. لماذا؟ بدون سبب.
أضحك ضاحكاً هستيرياً حتى يخيل لأمي انني جننت. تتملكني الكأبة فالازم سريري أياماً وليالي حتى يخيل لأمي انني واقعة في حب احدهم. ابنتك غير قادرة على الحب. أنا لا أعرف الحب يا أمي. أو ربما أعرفه عندما أغمض عيني وقت النوم حتى أهرب من ذلك الكاتب الملعون. حتى يكتب "ها قد ذهبت إلى النوم الآن لتنال قسطاً من الراحة" وفقط.
أو ربما أعرف الحب فقط حين يتجلى على أرض واقع الكاتب. ذلك الكاتب الملعون! عليك اللعنة أيها الكاتب الملعون! يا سجين خيالك البائس!
أو ربما أعرف الحب مع بعض التحفظات. وانا لا أريده كذلك يا أمي. لا أريده بتحفظات. أريده بدون حدود. أريده كبيراً بكبر هذا الكون في عيني. أريده أن يعيش على أرض خيال خصب وليس على أرض هذا الكاتب العاهر. أريد أن أتمرد على الكاتب. أريد أن أتمرد على المألوف. أريد أن أحمل هذا القلم بنفسي. أريد أن اجعل من هذا الكتاب شاهداً على النشوة التي تتملكني حين تستوطن الأحلام عقلي كلما أغمضت عيني وتظاهرت بالنوم.

No comments:

Post a Comment