Sunday, January 18, 2015

إلى روح وسام



البعض من من لا يعرفني في الحقيقة ولا يعرف ضحكتي أو غمازاتي يقول انني سوداوية وكئيبة. دائماً ما يخرجون كتاباتي من اطارها الأدبي ليعطوني دروساً ساذجة عن الحياة. لعلمكم أنا جد مرحة، لطيفة وروحي رشيقة. لكن هذا لا يمنع انني ملكة من ملكات الكآبة. فرق وحيد يفصلني عن المفهوم النمطي للكآبة: أنا التي اتقنها وليست هي التي تتحكم في.
هكذا ستكون كتابتي. هكذا ستكون كتبي. تراجيدية. كئيبة. لن تحتوي كتابتي حكايات ألف ليلة وليلة وهراء المستغانمي وتفاهة السمان. 
لن اكتب كلمات زائفة كاذبة حتى ابعث موجات إيجابية في أرواح كل من يقرأها. لم أزيف الواقع واكذب؟ لم أتجاهل كل تراجيديا تصيب الإنسانية؟ الواقع المؤلم الكئيب أجمل بكثير من آمال وهمية لن يدوم تأثيرها أكثر من دقائق معدودة. تريد التغلب على الوحدة، إجلس لوحدك على مائدة العشاء وضع مرآة أمامك. تريد التغلب على الكآبة، صادقها وستصبح لك خير صديق. تريد التغلب على مخاوفك، واجهها وستتحول الأخيرة إلى مغامرات تعيشها لتطرد الروتين. أما الموت؟ فهو لا يهمني البتة. ليس علي مواجهته أو مصادقته لأنني لا أخافه أصلاً. لا يهمني إن مت اليوم أو بعد 150 سنة لأنني أعلم أن روحي أو بعض روحي ستعود لتسكن جسداً آخر أو أجساد آخرين وستسعى على تحقيق الأهداف التي لم تتحقق في الحيوات السابقة. 
لا يهمني موتي بقدر ما يؤلمني موت الآخرين، عزيزاً كان على قلبي أو لم يكن، قريباً مني كان أو لم يكن.
يحصل أن يطلب البعض من الله عبر صفحة على الفايسبوك أن يكون مثوى فلان الجنة أو أن يلتقط البعض صورة مع جسد فلان الميت وهو مغطى بعباءة بيضاء ويقوم بتنزيلها على الإنستاجرام حتى يعبروا للناس عن مدى حزنهم. ولكن ليس هذا بحزن. 
لا يهمني إن مت أنا أو كنت على وشك الموت. لن أحزن. لن أبكي. لن أصاب بالكآبة. لكن لا تأتيني وتقل لي فلان مات وتنتظر مني أن اكتب تعليقاً أو أن أقول فلترحم السماء فلان. لا تنتظر مني أن أبكي أيضاً. لن أبكي. لكنني سأحزن وسأصاب
 بالكآبة والكآبة معدية. لذلك لا تقل لي فلان مات.

No comments:

Post a Comment