Friday, January 9, 2015

إن هم لم يستحقوا الحياة فقل لي بربك من يستحقها؟


حتى إن لم نقتل بعضنا البعض، تثور علينا الطبيعة وتفتك أرواح أطفالنا. هدى وزينب. ماتتا بفعل البرد القاتل. تجمدت الدماء في عروقهما وانسحب الاكسجين من رئتيهما وسط صمت بقية اللاجئين وتجاهل الكائنات الآدمية اللإنسانية. 
حتى إن لم تقتلك رصاصات الغدر بسبب صورة رسمتها أو كلمة كتبتها أو كاميرا حملتها على كتفك بإسم التمرد والحرية، ستثور عليك الطبيعة ويغدرك القدر وتبكيك الآلهة لدقائق معدودات ثم تضحك عليك ضاحكاً هستيرياً. وإنتهى. لا شيء غير ذلك. لا تقوم بشيء آخر. ولا حتى تبدي رأيها. ولا حتى تعرب عن حزنها. لا تجيد هذه الآلهة سوى المشاهدة والنواح. تتغذى على مآسينا ونشواتنا حتى تبقى على قيد الحياة. حتى أنها تجلس على أريكة فخمة وتأكل البوب كورن كل ما وقعت مأساة تهد الإنسان وتزعزع الإنسانية. فنحن بالنسبة لها لسنا سوى شخصيات خيالية. نموت قتلاً. نموت برداً. نموت جوعاً. حتى تستمتع هي. حتى تصل هي إلى حد النشوة.
حتى إن لم يقتلك الرصاص، حتى إن لم يقتلك الجوع والبرد وتجاهلتك الطبيعة أو تناستك، ستتجه أنت إلى أقرب شجرة لوز وستسلمها بملء ارادتك حبلاً وتترجاها حتى تمتص بقايا حياة بائسة من جسدك الواهن. حتى تتخلص من لعنة الشعور.
إن هم لم يستحقوا الحياة فقل لي بربك من يستحقها؟

No comments:

Post a Comment