Sunday, March 15, 2015

عشت لأجل حضنك


ليلة البارح لم ينم لي جفن. من المحتمل أن يكون بسبب القهوة التي تناولتها صحبة صديقة لي في عشية يوم مشمس كثر فيه الضحك من نوع الهستيريا الجماعية. جسد مرهق محتاج إلى النوم وعقل لا يتوقف عن التفكير. أصبحت أهذي وأهلوس وأرى أشباحاً وأفكر في عبثية الوجود ورحت اطرح على نفسي اسئلة وجودية من قبيل "لماذا أنا هنا ولماذا هذا السرير ولماذا هذه السلوكات البشرية ولماذا أفكر وما الهدف من هذا كله ..." محاولة إيجاد اجوبة منطقية لهذه الأسئلة ستنتهي لامحالة بالفشل الحتمي لأنه وبكل بساطة لا معنى لكل هذه الأسئلة ولا وجود لهذه الأجوبة ولا وجود لي أنا في حد ذاتي. لست سوى كومة من المشاعر المتضاربة والأفكار اللاحرة المقيدة المحدودة بجسد خار قواه وانتهت صلاحيته وانتهكت حرمته من قبل أن يودع ظلمات رحم الأمومة ليستقبل نور الحياة الزائف. لكن شيء واحد تمكن من إيقاف هذا كله.. شيء واحد أحد وهو حضنك. في حضنك فقط لن تهمني لا عبثية الوجود ولا العدمية. فأنت الوجه الآخر للوجود. في حضنك فقط يصبح للامعنى معنى وللمعنى لامعنى. في حضنك فقط يصبح اللاشيء مجموعة من الأشياء اللامتناهية. ولأول مرة في تاريخ البشرية تتغلب إنسانية كازانتزاكيس على عبثية سارتر. فسجل يا تاريخ. 

No comments:

Post a Comment