أظنني في حاجة إلى نسخة محينة من سارتر حتى يساعدني على التخلص من شرقيتي "المثيرة للإشمئزاز". كلما كانت سيمون بصدد القيام بفعل شرقي يذكرها سارتر بقيمها النسوية وأن شرقيتها ليست سوى نتاج المجتمع التي نشأت فيه وأنه عليها ألا تكون خاضعة لمثل هذه السلوكيات. لم يتزوج بها ولم يتشاركا نفس الفراش سوى مرات قليلة في بداية علاقتهما الغرامية. كانت على علاقة مع العديد من الأشخاص من الذكور والإناث من طالباتها. كان سارتر يستعير بعضاً من عشيقات سيمون من أجل ليال عابرة. كان يراسلها ليحدثها عن علاقاته العابرة وهي كذلك. كانت تشعر بالغيرة أحياناً. تريد أن تمتلكه، أن يكون لها وحدها.. لكن غالباً ما تتمالك نفسها وتغرق نفسها في كتاباتها وعابرات سريرها..
تعددت عشيقاته لكن ملهمته كانت واحدة. أعتقد أنه قد أحبها بصدق. كان يهدي جميع كتبه وكتاباته إلى كاستر وحين ذهب إلى الحرب ترك لها كل ممتلكاته وحتى راتبه الشهري. لا أظن أن سيمون الذكية (وأعتقد بشدة أنها كانت أشد ذكاءً من سارتر) كانت لتقع في ألاعيب رجل ما حتى إن كان سارتر بنفسه.
كانا يذهبان إلى نفس المقهى (Café de Flore) لكن يجلسان في مقاعد مختلفة صحبة أصدقاء مختلفين. كانا يعيشان كل في شقته الخاصة لكن كانت سيمون تذهب إلى شقة سارتر قصد الكتابة. كانت شقة سارتر تطل على شقق سيمون وأمه وتطل كذلك على مقبرة Montparnasse أين دفنا سيمون وسارتر في نفس القبر.
لا أعلم إن كانت محظوظة بوجوده في حياتها أم العكس. هل كانت سيمون لتكتب كل تلك الكتب وتكون إحدى أعمدة الحركة النسوية العالمية لو تزوجت بذلك الكاتب الأمريكي الذي أحبها لنفسه فقط؟ هل كانت حياتها لتكون أكثر سلماً وأقل إبداعاً؟ ماذا نختار يا ترى؟ راحة العقل الوهمية وربما الوقتية أم الإنتاج والإبداع؟