Sunday, March 22, 2015

إلى ملهمي..



ذهبا إلى حفل تخرجه. كانت أجمل جميلات الحفل على الأقل بالنسبة له. جمالها الطبيعي وأنوثتها العفوية وضحكتها السذاجة.. الغو قوانين الجاذبية. كانت ترقص مثل ريشة بيضاء فوق بحر ساكن. أما هو فقد كان جالساً في أطرف القاعة يحدق فيها بكل ما أتاه عقله من تركيز كما لو كانت حلماً لا يريد الاستيقاظ منه. كان في نفس الوقت حزيناً يتصنع الإبتسامة لكل من وجه له التحية وهو مار مرور الكرام. لقد كان شخصاً منطوياً على نفسه، قليلاً ما يتواصل مع غيره، كثيراً ما يهذي ويهلوس، كثيراً ما تنهال عليه الأفكار ليحولها إلى كلمات سجدت لها آلهات الإبداع. فسيد الكلمات هو. يجيدها مثلما يجيد الناس الإنكار والنكران وجلد الذات. 
كان بصدد كتابة بعض من الكلمات الساخرة السوداء الموجهة إلى من شاركوه مقاعد الدراسة يوماً.. عندها اقتربت منه لتدعوه للرقص معها. رفض. بالطبع سيرفض. كانت تعلم أنه سيرفض. لن يرقص امامهم. لو كانا في غرفة لوحدهما لأطلقا العنان ورقصا إلى حد الجنون. كان لينام على حجرها حين ينال منهما التعب. كانت لتمرر أناملها بين خصلات شعره وتقرأ له بعضاً من الشعر الإنجليزي بصوتها الخافت المرتعش إلى أن يغلبه النوم وينال بعضاً من السلام الداخلي. 
كانت لتقول للزمن وقف خلي حبيبي يرتاح شوي.. بحق اليسوع ومريم خليني إستمتع بشوفتو شوي.. وإذا كان دينك الإسلام فبجاه محمد خليني سجل صوت نفسو بذاكرتي.. وإن كنت بلا دين فبحق الإنسانية إنسانا وخلي القدر يغفل عنا.. وإن كنت بالحب كافر فماعليش كل اللحظات عابرين لكن بذاكرتي راح يظلوا ساكنين. 

No comments:

Post a Comment