Tuesday, December 2, 2014

و ما الجمال إلا في قبحهم


لا يستهويني المعنى النموذجي للجمال بقدر ما يستهويني القبح. في القبح جمال لا يستطيع رؤيته أغلب البشر. في عيني أوديب و هما يبكيان دماً بعد أن فقعهما. في جسد ايمي واينهاوس و هو يهتز بفعل النشوة القاتلة. في شفاه كريس مكاندلس و هو على فراش الموت يتلو شهادة الحياة "السعادة لا تكون حقيقية إلا عندما نتشاركها مع من نحب". في وجه إريك شبح الأوبرا المشوه و قلبه الولهان بحب كريستين دابيه. في جسد آنا كارينينا و هو يدهس تحت القطار بعد أن تخلى عنها حبيبها و نبذها المجتمع و حرمها زوجها من رؤية ابنها. لا شيء أجمل من تقبيل آثار جرح على صدر جندي قدم روحه فداءً لوطن خانه و لا زال يخونه. أو تقبيل أنف عمر الدامي عندما عنفه جندي صهيوني بعد أن صعد الجدار الفاصل بفلسطين ليرى حبيبته. أو تقبيل عينيه و هو يبكي حتى أتذوق عذوبة دموعٍ انهمرت من أجل حبٍ يائس و وطن. عمر يا عمر! أيتها الشخصية الخيالية لقد استوطنت قلبي و عقلي. إرحل فلا مكان لك في قلبٍ بهذا القبح.


No comments:

Post a Comment