استيقظت من النوم لأجلكم وشربت قهوة الصباح لأجلكم وذهبت إلى الكلية لأدرس لأجلكم وهربت من المدرسة عندما لم يتجاوز عمري الخمس سنوات لأجلكم وأحلم بالهروب من عالمكم لأجلكم وتخليت عن سوادي القاتم لأجلكم وأتحمل عبء أنوثتي لأجلكم وأكلت الكفتاجي كوجبة الغذاء لأجلكم وشاهدت فيلم الرسالة لأجلكم وذهبت إلى الفيلا 78 للمرة الأولى حتى اشرب نخبكم فلم يسمح لي الحارس بالدخول لأنني لا أملك بطاقة تعريف أو أية وثيقة رسمية. كنت أحمل بطاقة تعريف فتاة تدعى "ندى مرابط" تحمل نفس ملامحي، تلبس ملابسي، الجميع يناديني بإسمها حتى صديقتي المقربة التي ذهبت صحبتي. لم أرد أن أغش الحارس وأريه البطاقة تلك ولم أغش يوماً في الإمتحان ولم "ارسكي" يوماً في حياتي ولم ألقي أبداً فضلاتي في الشارع حتى انني أمشي على الرصيف دائماً وإن كان اعوجاجه يؤلم أقدامي. حتى انني أتخذ تلك الخطوط البيضاء الملقاة على الشارع معبراً لي. وأبكي الفقير لأجلكم وأصوم مع الجائع دون "نية" أو سحور لأجلكم. أخاف عليكم.. أخاف عليكم الكارما إن عاقبتكم لفقدانكم انسانيتكم.
No comments:
Post a Comment