الدكتورة و الشاعرة و الكاتبة منى حلمي إبنة الدكتورة نوال السعداوي.. كم من مرة تساءلت بيني و بين نفسي كيف كان لحياتي أن تكون إذا بعثت روحي من رحمها أيضاً.. كتبت هذا الجزء من مقالها على صبورة أحد مدرجات كلية رقادة عندما كنت أعبث مع صديقاتي و كنت أمثل دور الأستاذة و قالت لي احداهن "تخيلي لو كنت استاذة ماذا كنت ستعلميننا؟" و كتبت تلك الكلمات و قلت لهن "لقد تذكرت الآن عندما قرأت عن أول يوم دخلت فيه سيمون دي بوفوار إلى قاعة التدريس في عام 1931 في إحدى المدارس الثانوية في مرسيليا و اعلمت طالباتها عن إسم القصة التي سيتناولونها طيلة ذلك الفصل و كان محورها الأساسي الشذوذ الجنسي. و كان هذا الفعل جد جريء لأن موضوع الشذوذ الجنسي كان موضوعاً محرماً و محظوراً في فرنسا في تلك الفترة من الزمن. سيأتي يوم عندما أشعر انني جاهزة لأصبح استاذة و ألقي محاضرات و لن أتناول غير موضوع المرأة و القضية النسوية و مسيرات المرأة التحريرية." سأعلم تلك الأجيال ما معنى إمرأة و نصف مجتمع و قضية نسوية قبل أن يفتحوا أفواههم و يتقيأون الهراء عن كل من يؤمن بهذه القضية مثلما يفعل البعض من ابائهم و أجدادهم اليوم.
No comments:
Post a Comment