أفتح عيناي لأجد أشخاصاً كل ما يهمهم هو النجاح في الدراسة، الحصول على عمل قار، إيجاد مورد رزق، إيجاد الزوجة المطيعة و خيانتها مع المرأة النرجسية المشاكسة، الذهاب إلى الجنة، إثبات عدم وجود الاه، جمع أكثر عدد من المعجبين على صفحاتهم على الفايسبوك، إرسال آية الكرسي إلى 9 أشخاص حتى يسمعوا خبراً جيداً، كتابة أدعيتهم على صفحاتهم على الفايسبوك حتى يشعروا أن الرب في إستماع اليهم و لا يتجاهلهم و حتى يرى الناس جميعاً أنهم مؤمنون و للمعاصي تاركون، الحصول على شهادة البكالوريا لبدء رحلة البحث عن الرجل المناسب، إستعباد أطفالهم و إلغاء شخصياتهم و اجبارهم على الطاعة العمياء و كله بإسم "بر الوالدين" و "الجنة تحت أقدام الأمهات"، تحريم كل ما يتعارض مع مصالحكم الشخصية بإسم الدين و الأخلاق ثم ممارسة العهر و الفجور في الخفاء و لعن كل من يمارسه في العلن تحت عنوان "و إذا عصيتم فاستتروا". أنتم كلكم مثل بعض.. فاسقو الفكر و القلب و الجسد و الأخلاق. و العالم غارق في البذاءة و القبح و الرداءة، و أنت معهم، أنت مثلهم.
يدفعني كل من يطالبني بالتفاؤل إلى الضحك الهستيري. يخيل لهم انني في حاجة إلى مساعدة احدهم حتى أشعر انني أفضل. عن أي تفاؤل تتحدثون؟ إنه بالأحرى التجاهل و النكران. نكران الذات و تجاهل المحيط بكل ما يدور فيه من أفعال و أحداث. لكن كل هذا لا يهم. أنت تعيش بعض الأحداث التافهة و تقوم ببعض الأفعال السخيفة لتشغل نفساً تسكن زمن ما بين عبثية الحياة و عشوائية الموت الغادرة. كل هذا لا يهم. تحب هذا الشخص حيناً و تتجاهله حيناً أخر. تدرس و تعمل و تجمع المال طيلة عمرك حتى تحقق ذاتك و فجأةً تترك كل شيء وراءك و تسعى وراء المجهول. تستمع إلى أغنية بسواد هذا العالم في عينيك و تستسلم للاشيء و تغرق و تستمتع بالغرق إلى حد النشوة. في حين كنت تجد تمردك في صوتك، أصبح تمردك في صمتك. لا فرق بينك و بينهم. كلكم تتجاهلون. أنت اخترت السكوت و هم اختاروا الثرثرة.
No comments:
Post a Comment