Thursday, January 14, 2016

عيد ثورة مجيد: نحن لسنا في حاجة إلى سوبرمان


في مثل هذا اليوم في سنة 2011, كان قد كلفني مدير عملي باري وايت بتغطية الأحداث التي اتخذت شارع الحبيب بورقيبة مكاناً لها. كان شعبنا الثوري الكريم غاضباً من الوضع ويريد أن يركل مؤخرة الرئيس السابق بن علي خارج قصر الرئاسة. كنت في المقدمة ابحث عن السبق الصحفي كالعادة والكاميرا في يدي أصور هستيريا البوليس وأيدي الجماهير الغاضبة وهي تلوح في السماء على أنغام موسيقى الرحيل. فإذا بشرطي يتجه نحوي بالمتراك حتى يهشم جمجمتي الجميلة ويفتك مني الكاميرا تبعي التي اشتريتها بحر مالي لأنني إمرأة حرة ومستقلة ولست في حاجة إلى أي رجل حتى يشتري لي أشيائي. عندما تفطنت له، وضعت الكاميرا في حقيبتي وأخذت أجري هرباً منه. وأنا أجري وهو يجري وأنا أجري وهو يجري وأنا أجري وهو يجري وأنا أجري وهو يجري وأنا أجري وهو يجري وأنا أجري وهو يجري وأنا أجري وهو يجري... إلى أن وصلت إلى محطة مترو الباساج. ورأيت سوبرمان يلعب مع الحمام مثل الغشير الصغير. فذهبت نحوه وصفعته بقوة على وجهه وقلت له: "إن هذا البوليس الملعون يريد افتكاك الكاميرا مني وتهشيم رأسي بمتراكه. ظننت أنك ستأتي لنجدتي أيها الآسهول!" فمسك يدي وقبلها ثم قال لي: "لويس، حبيبتي، أنت تعلمين أنني ليست موجوداً سوى في مخيلتك. عليك التعويل على نفسك." فالتفتت إلى الشرطي الملعون وانتزعت الجاكيت في محاولة لإغرائه لكن سرعان ما وقف في ذهول لأنه كان مكبوتاً ولست في حاجة إلى أن اتخذ وضعية أمينة فيمن حتى أشوش تفكيره. وما إن "هبلته" حتى وجهت له ركلة بين الفخذين افقدته القدرة على الإنجاب. ثم توجهت إلى شارع الحبيب بورقيبة مجدداً وأكملت عملي والإبتسامة تعلو وجهي السمح.
لويس لاين- جريدة دايلي بلانت

No comments:

Post a Comment