Sunday, January 31, 2016

لأجلكم


استيقظت من النوم لأجلكم وشربت قهوة الصباح لأجلكم وذهبت إلى الكلية لأدرس لأجلكم وهربت من المدرسة عندما لم يتجاوز عمري الخمس سنوات لأجلكم وأحلم بالهروب من عالمكم لأجلكم وتخليت عن سوادي القاتم لأجلكم وأتحمل عبء أنوثتي لأجلكم وأكلت الكفتاجي كوجبة الغذاء لأجلكم وشاهدت فيلم الرسالة لأجلكم وذهبت إلى الفيلا 78 للمرة الأولى حتى اشرب نخبكم فلم يسمح لي الحارس بالدخول لأنني لا أملك بطاقة تعريف أو أية وثيقة رسمية. كنت أحمل بطاقة تعريف فتاة تدعى "ندى مرابط" تحمل نفس ملامحي، تلبس ملابسي، الجميع يناديني بإسمها حتى صديقتي المقربة التي ذهبت صحبتي. لم أرد أن أغش الحارس وأريه البطاقة تلك ولم أغش يوماً في الإمتحان ولم "ارسكي" يوماً في حياتي ولم ألقي أبداً فضلاتي في الشارع حتى انني أمشي على الرصيف دائماً وإن كان اعوجاجه يؤلم أقدامي. حتى انني أتخذ تلك الخطوط البيضاء الملقاة على الشارع معبراً لي. وأبكي الفقير لأجلكم وأصوم مع الجائع دون "نية" أو سحور لأجلكم. أخاف عليكم.. أخاف عليكم الكارما إن عاقبتكم لفقدانكم انسانيتكم. 

No comments:

Post a Comment